Sosyal Medya

السياسة

كتائب القسام ( قرة عين الأمة الاسلامية)

إن حكم العالم الإسلامي، الذي بدأ في الضعف في القرن التاسع عشر، استمر في القرن العشرين ، و تم القضاء عليه بالكامل تقريبًا ، وخاصة مع إلغاء الخلافة عام 1924، بقيت الأمة الإسلامية بلا قيادة توحدها

الكاتب: أبو معصوم مجاهد
المترجم إلى اللغة العربية: أبوبكر خميس

 

يقول الله تعالى (مِّنَ ٱلْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُواْ مَا عَاهَدُواْ ٱللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَّن قَضَىٰ نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَّن يَنتَظِرُ وَمَا بَدَّلُواْ تَبْدِيلًا) سورة الأحزاب الآية23

إن حكم العالم الإسلامي، الذي بدأ في الضعف في القرن التاسع عشر، استمر في القرن العشرين ، و تم القضاء عليه بالكامل تقريبًا ، وخاصة مع إلغاء الخلافة عام 1924، بقيت الأمة الإسلامية بلا قيادة توحدها ، ولم يعد هناك أي قوة أو سلطة لضمان أمن الأمة العقلي، وأمن أجيالها، و حياتها، وأمن  دينها، و ممتلكاتها ، في حين أصبحت حقوق المسلمين تحت رحمة الكفار، و تهاجم الدول الكافرة المجتمعات الإسلامية متى أرادت، وبذرائع مختلفة، ولم يكن بوسع زعماء الدول أن يفعلوا شيئا بسبب استسلامهم أو عجزهم، بل وانحيازهم.

 

في بعض الأحيان، على الرغم من ظهور بعض زعماء الدول لحماية حقوق المسلمين، إلا أنه تم القضاء عليهم أو إسكاتهم بسرعة، ورغم أن هناك في بعض الأحيان دول تضيف الإسلام إلى اسمها، إلا أنها تتصرف جنبًا إلى جنب مع نظام الاستبداد العالمي ،وكانت قوتهم الكبرى هي انضمامهم إلى عضوية الأمم المتحدة، واستمروا في تنفيذ ما قالوا في المجالات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية ، واليوم، تواصل حكومات دول الشعوب الإسلامية في العالم تجارتها بالدولار مع البنك الدولي، ولا يمكنها التصرف بشكل مستقل عنهما ، وإن الدول التي نعرفها بالدول الإسلامية، وشعوبها مسلمة، والتي لا تقوم حكوماتها على الإسلام ، أصبحت أعداء لبعضها البعض بنهج قومي بدلاا من منهج الأمة ، وأصبحت هذه الدول تعاني من مشاكلها الداخلية، وفي الوقت نفسه، كانت هذه الدول تعتقل وتحاكم المسلمين المخلصين ،وكما قال الشهيد سيد قطب فإن جيوش الدول العربية لم تنشأ إلا لوضع المسلمين في مكانهم ،و  سيكون من الخطأ أن نتوقع منهم عملاً مختلفًا.

 

إن اليهود الذين ظلوا يتصرفون كالطفيليات داخل الأمم منذ مائات السنين خلال الفترة التي تركت فيها المجتمعات الإسلامية بمفردها وكان لها زعماء متحالفون مع العدو، تم تأسيسهم في منطقة فلسطين بقرار من الأمم المتحدة عام 1948،  بدعم القوى الاستعمارية العالمية مثل إنجلترا وفرنسا والولايات المتحدة الأمريكية وغيرها من الدول الغربية، وأُسست دولة الصهاينة. وفي هذه الفترة، دخلوا الأراضي الفلسطينية أولاً كضيوف، ثم بدأوا بقتل مضيفيهم واحداً تلو الآخر وتهجيرهم من هناك ، ولقد كشف اليهود الذين دعموا الغرب المتوحش الاستعماري عن الوحشية التي بداخلهم والتي كانت نتيجة احتقار المجتمع لهم ، وبدأوا عمليات القتل الجماعي ، أما المجتمعات والدول الإسلامية التي لم تستطع دعم المنطقة الفلسطينية خلال هذه الفترات تركت الشعب الفلسطيني وحده مع مصيره.

 

إن فترة الصعوبات هي الفترة التي يظهر فيها القادة والحركات العظيمة، وقد برز حسن البنا وجماعة الإخوان المسلمين في هذه الفترة ،حيث بدأت منظمة الإخوان المسلمين التي أسسها حسن البنا في مصر بدعم النضال الفلسطيني وارسال عناصرها إلى هناك ، ونظرًا إلى ذلك باعتباره تهديدًا، اغتالت الصهيونية حسن البنا على يد الحكومة المصرية ، وواجهت الجماعة ضغوطات كبيرة في البلاد لكنها لم تنجح ، و بعد عام 1950، تم تهجير السكان في الأراضي الفلسطينية تدريجياً من منازلهم، وتزايد الاحتلال والقمع.

 

ولقد بدأت القوى الغربية بدعم منظمة التحرير الفلسطينية خلال هذه الفترة من أجل إنشاء منظمة نضالية تحت سيطرتها وبعيدة عن الإسلام ، ولم يتمكن المسلمون من إثبات وجودهم في فلسطين ، وبدأت محادثات أوسلو بين منظمة التحرير الفلسطينية وياسر عرفات في إضعاف منظمة التحرير الفلسطينية في نظر الشعب الفلسطيني ، وفي التسعينيات، نرى حماس تظهر مع حركة الانتفاضة ، ودفعت هذه الدراسات منظمة التحرير الفلسطينية إلى البدء في عقد اتفاق مع إسرائيل.

 

إن كتائب القسام  تصنع اسما لنفسها اليوم ، و لقد تلراجعت ظاهرة الإسلاموفوبيا التي كانت تحدث منذ عام 2001، مما جعل الناس يتعرفون على الإسلام وضياع تعبيرات الديمقراطية والحرية والحقوق في أيدي الغرب ، و تتم كتابة الملاحم ضد الجيش الصهيوني، الذي يُنظر إليه على أنه الجيش الأكثر تجهيزًا وحداثة وقوة في العالم ، ولذلك لا بد من معرفة نشأة القسام وطريقة تدريبها ومكانة المجاهدين الأخلاقية، واتخاذ نموذج نجاحها قدوة لفصائل المجاهدين الأخرى ، و تتكون الحركة من أقسام ووحدات مختلفة، وهي حركة تأسست عام 1991 كجناح عسكري لحركة حماس، وبدأت أولى عملياتها بين عامي 1994 و2000 ، و بدأ القسام الجهاد الذي ينمو خطوة بخطوة، و بدأ العمل الأول بالحجارة ،دون الاستهانة بالإمكانيات، أما  فيستمر اليوم بالصواريخ والطائرات المسيّرة ، وبدأت كتائب القسام تتشكل في غزة والضفة الغربية ، إلا أن هيكلية الحكومة الفلسطينية في الضفة الغربية لم تتمكن من الاستمرار في الوجود بسبب العرقلة الإسرائيلية ، و قامت منظمة التحرير الفلسطينية بإلقاء القبض على أعضاء القسام وتعذيبهم بشدة على وجه الخصوص ، ومع عدم قدرته على الصمود في الضفة الغربية، أنشأ القسام هيكل غزة وأصبح وحدة عسكرية ذات انضباط عسكري كامل، تتألف من أشخاص مخلصين ومضحين.

 

رغم أن القسام هي حركة تحرير شعبية تأسست ضد الاحتلال الإسرائيلي، إلا أن فرنسا وإنجلترا والولايات المتحدة ونيوزيلندا وأستراليا ومصر، الخاضعة لسيطرة إسرائيل، تعتبر القسام منظمة إرهابية ، لأنه على الرغم من أنهم يحاولون حماية وطنهم وأرضهم وشرفهم، إلا أن ذلك ليس في مصلحتهم ، وتواصل كتائب القسام نضالها الملحمي اليوم ، ومن الضروري أن نسمع منهم الهدف الحقيقي لكتائب القسام ، فكما ذكروا على موقعهم غلى الانترنت :هدفهم هو "ضمان تحرير فلسطين، وتحرير القدس والمسجد الأقصى، وضمان نمط حياة الشعب الفلسطيني وفق الكتاب والسنة" ، ولقد أصبح أبو عبيدة، أحد القادة الأسطوريين لكتائب القسام، وأمل الشباب  بعد أحداث 7 أكتوبر.

 

إن البنية العسكرية للقسام تشبه تماماً الجيش العسكري ، وينقسم اللواء إلى 6 كتائب وسرايا وفرق ، وتتكون من كتائب الهندسة والدفاع الجوي والمدفعية واللوجستيات ، و هناك هياكل خلايا وفرق معقدة للغاية وغير مألوفة لمنع تسرب المعلومات الاستخبارية ومنع إسرائيل من إيذاء أفراد عائلاتهم، و المجاهدون يغطون وجوههم حتى لا تؤذي إسرائيل عائلاتهم ، و انبثقت كتائب القسام من حماس ولكنها تعمل بشكل مستقل عن حماس ، و قائدهم هو محمد ضيف ، وهو قائد هادئ، صبور، مخلص، يهتم بعبادته، صاحب حق، لا يضيع وقته،و يحب البساطة ، و مساعده هو مروان عيسى، ويبلغ عدد مجاهدي اللواء 35 ألف شخص ، و في البداية، كانوا يحملون المسدسات والبنادق، ثم الآن جميع أنواع الأسلحة الخفيفة ، وهي تنتج اليوم أسلحتها ومتفجراتها وصواريخها وطائرات بدون طيار.

 

إنه لكي يلتحق الفلسطيني بكتائب القسام كجندي، يجب أن يكون حافظا لكتاب الله،  ويقيم الصلاة على مواقيتها ،فلا يؤدي صلاة القضاء، ولا يدخن، ويتلقى 4 سنوات من التعليم الإسلامي قبل أن يتم قبوله في التدريب العسكري، واليوم يأتي هذا النصر من الإخلاص والتعليم والانضباط.

 

وخلافاً للحركات الإسلامية في البلدان الأخرى، فإن حماس والقسام لا تقبلان المسلمين غير الفلسطينيين ، و كلاهما لمنع الانحراف عن الاتجاه ومنع تسرب المعلومات الاستخبارية ، وقد قدم فقهاً دقيقاً في هذا القرار، و لقد فشلت الحركة الإسلامية في العديد من المناطق بسبب التسريبات الاستخباراتية ، و على الرغم من وجود الكثير من الانضباط والفحص والاختبار، إلا أن التسريب لا يزال يحدث.

 

إن الوحشية الإسرائيلية التي بدأت مع أحداث 7 أكتوبر، ومقاومة القسام المجيدة، وصبر وثبات سكان غزة، أعادت قسام إلى جدول أعمال الساحة العالمية ، ومن الطبيعي أن يكون أبو عبيدة، أحد قادة القسام المجيدين، حديثَ الساعة، و وكان المتحدث باسم القسام منذ عام 2005 ، و بعلم الاستشهاد الأخضر على رأسه و الشال  الأحمر على وجهه، أعطت تصريحاته منذ بداية الحرب الأمل للمؤمنين والفقراء، وحطمت أمل الكفار القساة، وتنبأت بالأضرار التي لحقت العدو ، و أعتقد أن الأشخاص الذين يفتقدون مثل هذه الروح القتالية سيسمون معظم أولادهم المولودين في العام المقبل أبوعبيدة حتى يكون أطفالهم مثل أبوعبيدة.

 

إن من أجل فهم مؤيدي حماس ومعرفة وحشية إسرائيل بشكل أفضل، فمن الضروري قراءة كتاب "مهندس على الطريق"، الذي يصف القمع الذي يتعرض له مجاهد حماس الحقيقي.

إن النصر للذين آمنوا ، إن النصر لقريب.

Be the first to comment .

* * Required fields are marked