Sosyal Medya

السياسة

كيف ترى أمريكا الترسانة النووية الباكستانية وخطورتها

 
ظلت الولايات المتحدة الأمريكية قلقة بشأن أمن أسلحتها النووية منذ أن أعلنت باكستان نفسها كيانا نوويًا عام1998 وذلك لكونها موطن لعدد من المنظمات الجهادية وعلى رأسهم جماعة طالبان. لذلك، فقد تصاعدت مخاوف أمريكا من حصول هذه الجماعات الإرهابية والمتطرفة على الأسلحة النووية. الأمر الذي جعل بايدن يُصرِّح باعتبار باكستان واحدة من أخطر دول العالم. وفي حفل استقبال الحزب الديمقراطي، فقد سلَّطَ بايدن الضوء على التغييرات السياسية التي شهدها العالم أجمع. وما أصاب رؤساء أمريكا بالذعر هو قلقُهم من سوء استخدام الطاقة النووية منذ مايو 1998 عندما شرعت حكومة باكستان بإجراء تجارب الأسلحة النووية ادعاء منها أن القيام بذلك ضروري للأمن القومي. في الوقت الحالي، أُثيرت مخاوف اخري بشأن السيطرة على الداخل من قبل الجماعات الجهادية وخصوصا بعد نجاح جماعة طالبان في السيطرة على أفغانستان. وهذه الملاحظة ذكرها مارفن كالب وهو زميل في معهد بروكينغز العام الماضي..

وفقًا للجنرال الأمريكي الكبير مارك ميلي "إن الانسحاب السريع للجيش الأمريكي من أفغانستان سيزيد من التهديد النووي في باكستان". كما صرح بايدن في خطابه أن الدول تعيد النظر في شراكتها بسبب التغيرات الحادثة في العالم. وأضاف "أجزم ان العالم كله يراقبنا. أنا لا أمزح. حتى خصومنا لديهم الفضول لمعرفة ما ستؤول اليه الأمور وكيف سنتعامل مع الموقف". في أكتوبر 2022، تم الكشف عن أن استراتيجية الأمن القومي الأمريكية 2022 لا تذكر حتى باكستان، والتي كانت سابقًا شريكًا مهمًا للولايات المتحدة وأشير إليها على أنها "التهديد الجيوسياسي الأكثر خطرا على أمريكا".
 
على الرغم من أن التقرير المكون من 48 صفحة ناقش موضوع الإرهاب والمخاوف الجيوستراتيجية الأخرى في جنوب ووسط آسيا، وعلى عكس التقارير الأخيرة، فٌإنه لا يشير على وجه التحديد إلى باكستان كحليف ضروري
لمكافحة مثل هذه التهديدات. وحتى تقرير خطة 2021 لم يذكر باكستان أيضًا. والجدير بالذكر أن العلاقات الودية بين الولايات المتحدة وباكستان قد تدهورت بسبب دعم باكستان لطالبان وغيرها من الجماعات الجهادية في أفغانستان. ومنذ أن تم ضبط أسامة بن لادن، مؤسس القاعدة، واغتياله في باكستان عام 2011 شعر الأمريكان بغضب تجاه هذه الدولة، مؤخرا، أعادت باكستان والولايات المتحدة فتح قنوات الاتصال بعد انقطاع دام بضع سنوات. في الآونة الأخيرة، التقى وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكين ووزير الدفاع لويد أوستن بوزير الخارجية الباكستاني بيلاوال بوتو زرداري ورئيس أركان الجيش الجنرال قمر جافيد باجوا.

وقد وافقت الولايات المتحدة مؤخرًا على بيع معدات بقيمة 450 مليون دولار إلى باكستان لصيانة أسطول طائراتها المقاتلة من طراز (ف- 16). على الرغم من الإشارة إلى الاتفاقية على أنها صفقة "دعم"، إلا أن الخبراء أشاروا إلى أنها تتضمن مكونات من شأنها أن تجعل الأسطول المقاتل الباكستاني أكثر فعالية. وفي الوقت نفسه، فإن ما تُشير إليه الولايات المتحدة لهدف هذه الصفقة وهو "الصيانة " ولكن هو في الواقع تحديث الولايات المتحدة لأسطول ف-16 الباكستاني كاملا. وفقًا لمحلل الشؤون الاستراتيجية براهما تشيلاني على فيسبوك، فإن تجهيز طائرات ف-16 في باكستان بأحدث الأجهزة الإلكترونية، بما في ذلك الرادارات، سيجعلها أكثر جدارة بالقتال وفتكًا ضد الهند. تم تذكير بايدن من قبل يوسف أونجوالا، مسئول الدفاع الهندي بالرغم من إدلاؤه بمثل هذا التصريح في ذلك الوقت بأنه عزز الأسطول الباكستاني والذي يعمل كوسيلة لإيصال أسلحتها النووية.

في الختام، تخشى الولايات المتحدة أن ترى باكستان على أنها الدولة الوحيدة في الدول الإسلامية التي تمتلك طاقة نووية.  باكستان، بأحدث تقنياتها النووية وعلاقتها الجيدة مع دول العالم التي تمتلك طاقة نووية مثل روسيا والصين، سيجعل أمريكا تواجه مشاكل في المستقبل القريب عندما تسحب جيشها من أفغانستان. كما تعقد باكستان صفقات أسلحة سرية مع روسيا والصين. وأيضا تبرم باكستان اتفاقيات بشأن التقنيات النووية والطائرات النفاثة مع دول إسلامية أخرى مثل تركيا وأفغانستان وإيران والإمارات العربية المتحدة وغيرهم. في الوقت الحاضر، تعمل باكستان أيضًا مع الصين وروسيا على مختلف الصفقات النووية. وبسبب هذه الأنشطة المعادية لأمريكا، واجهت باكستان تقلبات سياسية واقتصادية منذ عام 1998. وكما جاء في تقرير الأمن القومي الأمريكي 2022، تواصل باكستان مشاريعها النووية وتقنياتها الدفاعية وستستمر في المستقبل.

Be the first to comment .

* * Required fields are marked