Sosyal Medya

السياسة

اختبار إيران المشتعل

                  
 أبومعصوم مجاهد
 
في 13 سبتمبر / أيلول، اعتقلت الشرطة الإيرانية مهسا أميني وتوفيت في الحجز نتيجة سوء المعاملة. وفاة امرأة تبلغ من العمر 22 عامًا في حجز الشرطة لأنها لم تتبع قواعد اللباس القانوني والشرعي؛ سببت غضبًا بين النساء في إيران. حتى الآن ، توفي ما لا يقل عن 36 شخصًا في إيران، وانقطع الإنترنت، وأعلن حظر التجول في العديد من المدن الإيرانية. في الواقع السؤال هو كيف اندلعت شرارة هذه الأحداث؟
 
في مقالاتنا السابقة ، كتبنا لماذا جاء بايدن إلى الشرق الأوسط؟ إذا نظرنا إلى هذا المقال ، فقد تم تكليف إيران بمهمة إعادة تشكيل منطقة الشرق الأوسط (مشروع الشرق الأوسط الكبير). لم ترغب إيران في القيام بهذه المهمة للمصلحة الأمريكية فقط على الإطلاق؛ بل أرادت أن تستفيد هي الأخرى. وبتاريخ 23/09/2022 م غرد المسؤول الأمريكي عن منطقة الشرق الأوسط قائلاً: " نحذر النظام الإيراني فنحن من زودناكم بالسلاح وأعطيناكم سوريا والعراق. أفعلوا ما نقوله لكم أو سنأخذ ما أعطيناه لكم ". هذا التصريح في الواقع يؤكد أن كل قرارات الولايات المتحدة في الأساس تتخذ بناءًا على مسألة تحقيق أمن إسرائيل، والغرب يحفز الشيعة على غزو السعودية. لذا على إيران أن تفي بجميع المهام الموكلة إليها من قبل أمريكا والغرب. لذا بادئ ذي بدء فعلى إيران قطع جميع العلاقات مع الصين وروسيا. لكي يرضى عنها الغرب. وكما قال المرحوم نجم الدين أربكان: "لا شيء في السياسة عرضي". وإلا كيف بدأت الأحداث عقب اعتقال فتاة سنية كردية وقتلها. هل قتل ملالي إيران هذه الفتاة الكردية فعلاً؟ أم أعوان الغرب في الداخل الإيراني؟ على إيران أن تقرر: هل ستكون خادمة للغرب؟ هل ستفعل كما يمليه عليها الغرب في سوريا؟ وهي من وقفت إلى جوار الولايات المتحدة في أثناء احتلال العراق. كما أنها كانت سببًا رئيسيًا في الفتنة العقائدية والحرب باليمن. كما أن إيران عارضت حكم الرئيس د. محمد مرسي في مصر. هل ستستمر إيران سيف الغرب في العالم الإسلامي؟ أم هل ستقرر الانعزال التام عن الغرب؟ وكما قال تعالى في سورة البقرة :" وَلَن تَرْضَىٰ عَنكَ ٱلْيَهُودُ وَلَا ٱلنَّصَٰرَىٰ حَتَّىٰ تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ ۗ قُلْ إِنَّ هُدَى ٱللَّهِ هُوَ ٱلْهُدَىٰ ۗ وَلَئِنِ ٱتَّبَعْتَ أَهْوَآءَهُم بَعْدَ ٱلَّذِى جَآءَكَ مِنَ ٱلْعِلْمِ ۙ مَا لَكَ مِنَ ٱللَّهِ مِن وَلِىٍّۢ وَلَا نَصِيرٍ" 120". تحتاج إيران إلى تحويل بوصلى اتجاهها نحو الإسلام والمسلمين. أثناء تأسيس مجموعة الثماني الاقتصادية، تخلت إيران عن المهمة التي كلفها بها الغرب واتجهت نحو الإسلام والمسلمين؛ ولو اسميًا.

فبينما نتابع الأحداث الجارية في إيران، دعونا لا ننسى أن الغرب يدعم كل  من الجانبين المتصارعين في الداخل الإيراني سواء نظام الملالي الشيعي الحاكم أو المعارضة اللادينية. بسبب توجهات إيران الدينية الشيعية المتطرفة للممارسات التي تمارسها اليوم سواءً نحو الداخل الإيراني أو ضد الخارج الإسلامي المحيط  بإيران. لقد جعل نظام الملالي الشيعي الفارسي في إيران الناس معاديين للإسلام من خلال إظهارهم هذه الممارسات الشيعية البدعية غير الإسلامية على أنها الإسلام. لذا كان الرد المجتمعي على حادثة استشهاد مهسا أميني؛ وبخاصة داخل المجتمع النسائي الشيعي عنيفًا، لذا النساء الإيرانيات خلعن حجابهن؛ شعار المرأة المسلمة؛ وحلقن شعورهن. هذا السلوك غير مناسب لمهاجمة القيم والرموز الإسلامية في بلد يدعي أنه إسلامي. ولقد تزامنت مظاهرات الشعب الإيراني بالتزامن مع سلوك غير إنساني مع ادعاء مزيف بالدفاع عن حقوق الإنسان في مواجهة المحتجين من قبل النظام الإيراني.
 
يعرف المطلعون على بواطن الأمور والمسلمون المخلصون أن الغرب نفسه هو الذي يستغل غضب الناس ضد نظام الملالي الشيعي؛ في نفس الوقت الذي يدعم النظام الشيعي الديني الإيراني ضد شعبه؛ لأجل تحقيق مخطاطته في العالم الإسلامي. والغرب وأمريكا ليس لهم صديق؛ لذا قال الشاه رضا بهلوي في عام 1979م أثناء الثورة الخمينية الشيعية الدينية :" ما زالت لا أفهم لماذا أسقطتني الولايات المتحدة؛ وأنا المحافظ على النظام العالماني  بإيران". الولايات المتحدة ، التي دعمت الشيعة الخمينية  أثناء ثورتهم في سبعينات القرن الماضي، نفس الولايات المتحدة تدعم العالمانيين الشيوعيين في المعارضة الإيرانية اليوم. حتى أنها أمرت رجلها أيلون ماسك بإرسال روابط الأقمار الصناعية الانترنت ذات البث المباشر إلى الشعب الإيراني ليخرج الانترنت عن سيطرة تحكم نظام الملالي السياسي الديني الشيعي في إيران. بالنسبة للذين يسيطرون على خدمات الإنترنت من المقاولين الأمريكيين الجدد:" عندما تكون الحرب بين طرفين؛ يكون الرابح دائمًا هو الرأسمالية".
 
فالغربيون الذين شكلوا حكومة الخميني الدينية الشيعية في فرنسا؛ يشكلون الآن حكومة إيرانية لادينية شيوعية في ألبانيا؛ تحت مسمى منظمة خلق الإيرانية المعارضة المسلحة. وعلى الرغم من كون رئيسة المعارضة الإيرانية مريم رضوي في تيرانا (عاصمة ألبانيا) عالمانية يسارية؛  فإنها عندما تقف أمام كاميرات القنوات الإعلامية ترتدي الحجاب على الرغم من كونها لا ترتدي الحجاب ومكشوفة الرأس؛ لتهاجم الإسلام باسم مهاجمة النظام الشيعي الديني السياسي الإيراني مستعينة بالممارسات الخاطئة لإدارة نظام الملالي الشيعي السياسي. فهي تستهدف جذب الشريحة الدينية الشيعية من الشباب إليها؛ لذا تراعي الزي الإسلامي عند خطاباتُها أمام وسائل الإعلام. لذا يجب على نظام الملالي الشيعي الديني السياسي بإيران أن يتحلى بالحكمة السياسية وأن يتخلى عن البدع والأخطاء يرتكبها باسم الدين؛ والدين منها براء؛ حتى لا يخسر الشعب الإيراني الإسلام وينتصر الغربيون. لا يجب أن يدفع النظام السياسي للملالي بتأثير من عملاء الداخل الناس إلى مهاجمة الإسلام وقيمه؛ تلك القيم الروحية الإسلامية التي أعطت الروح لهذه الأرض على مدار أكثر من 1400 عام؛ وإلا سينتصر الغرب ويخسر المسلمون.
على إيران أن تستيقظ وتطبق الفقه الإسلامي الصحيح بدلاً من الفقه الشيعي "الجعفري" الذي لا مكان له في الإسلام، وليس له أسس شرعية صحيحة في أصول الفقه؛ وهو الفقه الذي كتب بحد السيف على يد "إسماعيل الصفوي".
 
يحتاج نظام الملالي الديني السياسي الشيعي بإيران إلى التصالح مع شعبه على الفور. لذا يجب الإفراج عن علماء أهل السنة لديه. عليه أن يتخلى عن نزعة التعصب للعرق الفارسي وحلم الإمبراطورية الفارسية المزعوم التي يريدها الغرب ويجب عليه أن يطبق الفقه الإسلامي "السني" الصحيح في كل مجالات الحياة. في عام 2012، تبنى الدكتور محمد مرسي رئيس جمهورية مصر العربية  المنتخب الفقه الإسلامي وفقًا لمجلة الأحكام العدلية العثمانية لجودت باشا التي بُنى على أساسها الدستور المصري الحديث وفقًا للشريعة السمحاء. وإذا فعل نظام الملالي الشيعي السياسي هذا الأمر في الدستور الإيراني، فسوف يعمّ السلام بين المسلمين بمختلف أعراقهم وشرائحهم في الداخل الإيراني. من خلال إعلام وتعليم الناس بحقائق الإسلام وعبر التربية والحب يقبل الناس الإسلام من صميم قلوبهم ويعيشونه. حينها لا يمكن للدول الغربية أن ترهب إيران بالضغط عليها عبر الجبهة العالمانية. يقوم نظام التعليم الإيراني الحالي باعداد موظفين يخدمون مصالح الغرب. من الخطأ أن نتوقع من الشباب أن يفكروا ويعيشوا كمسلمين في إيران ، حيث يتم تعليمهم وفق أسس التعليم العالماني والطائفي مع تحقيره رموز وشيوخ وأئمة الإسلام الحقيقيين. في الخطاب الذي ألقاه نجم الدين أربكان أمام الملالي في مدينة قم الشيعية المقدسة لدي الشيعة بإيران خلال رحلته الأخيرة إلى إيران قال لهم: "تحتاجون إلى فصل نظامكم التعليمي عن النظام التعليمي العالماني الغربي؛ والتحول إلى منهج إسلامي صرف عمره 1400 عام؛ بحيث يتم التمازج والإنصهار بين النظام السياسي لديكم وقيم الشعب الإيراني". ولا يمكنا أن نغفل اليوم نصيحة نجم الدين أربكان للشباب الإيراني اليوم. لأن الشباب الذين نزلوا إلى الشوارع ضد النظام السياسي الديني الشيعي الإيراني اليوم هم الشباب الذين خاضوا مراحل هذا التعليم العالماني.
تتكون إيران من العديد من العرقيات المختلفة؛  التركية والعربية والفارسية والبولُوشية والكردية. العنصر الأساسي الذي يوحد هذه الأعراق هو الإسلام. ينقسم المسلمون أيضًا إلى طوائف وفرق مختلفة.
 
إذا لم تعط الدولة الأولوية للعناصر الموحدة للشعب، فسيكون هناك انفصال بين هذه الأعراق. فاحتكار العناصر الفارسية الشيعة فقط للوظائف الحساسة والعليا والهامة بالدولة وتكوين الحرس
الثوري الشيعي والشرطة منها فقط ثم تفويض هذه العناصر التي تتكون منها القوات الشيعية الفارسية لاشتباك مع الأعراق الأخرى، فسيستغل الغربيون غضب هذه الأعراق لأخضاع إيران وجلبها إلى صفهم في الحرب العالمية القادمة. مشكلة من نزلوا إلى الشوارع وهاجموا قيم الإسلام في إيران اليوم ليست موت مهسا أميني أو اضطهاد حقوق المرأة. هدف أولئك الذين يستغلون غضبهم ويقودونهم من الخارج هو إظهار العصا والذهب للنظام السياسي الشيعي الديني لملالي إيران؛ وجعل حكومة الملالي بعد تهذيب سلوكها تقوم بالمهام التي كلفها بها بايدن في الشرق الأوسط وقطع الاتصال مع الصين. فمن الغريب الفرق بين المجتمع النسائي الشيعي والسني بشأن الاعتقاد في الحجاب؛ ففي فلسطين قتل جندي يهودي (إرهابي) فتاة مسلمة تسمى هديل تبلغ من العمر 18 عامًا لأنها رفضت خلع خمارها ونزع نقابها. لماذا لم يرتد نساء فلسطين ويخلعن الحجاب كنساء إيران اعتراضًا على قتل الفتاة الفلسطينية المسلمة هديل؟ ولماذا رفضت هديل نزع خمارها ونقابها؟ هؤلاء التحرريون الذين يحلقون شعور رؤوسهن؛ يحققون لأعداء الإسلام ما كان محض خيال فنظام الملالي الإيراني بسبب ظلمه وإلصاق هذا الظلم بالإسلام منح هؤلاء اللادينيين الفرصة لكي يهاجموا الإسلام باسم الثورة والحرية والإنسانية. يبدو أنهم يخدعون المغفلين بين ظهورنا لأنهم مازالوا يحاولون الثأر لأسلافهم منذ 1400 عام. لا ينبغي للحكومة الإيرانية أن تمنحهم فرصة كهذه؛ لهذا يجب على نظام الملالي الشيعي السياسي الإيراني أن يتخذ الخطوات التالية على الفور:
 
1. يجب أن يُأتىَ بقواعد إدارية جديدة يعمل بها وفقًا للقرآن والسنة المتواترة الصحيحة.
2. حظر الزنا المقنن المسمى بزواج المتعة؛ الذي لا أصل له في الإسلام والذي يستخدم المرأة كأداة للمتعة الجنسية فقط؛ مما نتج عنه نفرت كثير من النساء الإيرانيات من الدين؛ والدين من هذا الزواج براء.
3ـ أسلمة المناهج التعليمية وفقًا للكتاب والسنة. لذا يجب التأكد من فصل مناهج التعليم عن منظمات مثل الأمم المتحدة وشنغهاي وغيرها. كما يجب فصلها عن العقلية العرقية الفارسية والطائفية الشيعية.
4. الإفراج عن علماء السنة وإطلاق أيديهم ودعمهم في شرح حقائق الإسلام بصورة تقرب الدين للنفوس وليقبل عليه الناس أفواجًا. ليستقر في قلوبهم بحق.
5- يجب على نظام الملالي التوقف عن المتاجرة بالدولار ومداولته وأن يتداول بعملتهم المحلية الخاصة.
6. على نظام الملالي الشيعي أن يهتم بمصالح المسلمين لا بمصالح الدولة الفارسية فقط؛ لذا عليه أن يوقف دعمه للإمبريالية التي تقتل المسلمين في اليمن والعراق وسوريا وأفغانستان. كما قال الزعيم الراحل نجم الدين أربكان ، "لن أغير العالم بقطرة من دماء المسلمين". يجب أن تُفعل إيران دورها لتطوير منظمة الدول الإقتصادية الإسلامية الثمانية؛ وذلك لأن الوحدة الاقتصادية تؤسس للوحدة الإسلامية الكبرى. وإلا فبدلاً من النظام الشيعي السياسي الديني للملالي  الذي استخدمه الغرب للإطاحة بالشاه العالماني واستبداله بهم، سيعود العالمانيون لسدة الحكم مرة أخرى والذين يفعلون ما يريده الغرب بشكل أفضل. عندما يفهم الناس ونظام الملالي السياسي بإيران هذه الحقيقة؛
 يزهق الباطل. لذا يجب على حكومة الملالي الدينية الشيعية في إيران أيضًا قبل ذلك أن تتصالح مع الله قبل أن تتصالح مع شعبها.

Be the first to comment .

* * Required fields are marked