Sosyal Medya

الإسلام

الأشهر الثلاثة المباركة

من الشهور القمرية: شهر رجب, وشهر شعبان, وشهر رمضان.إن أول شهر من هذه الشهور المباركة هو شهر رجب ,ولقد تم الإشارة الى قيمته الكبيرة في القرآن الكريم وأيضاً في الحديث الشريف

الكاتب: عمر عارف

 

                                                                 بِسْــــمِ اللَّهِ الرَّحْمَـنِ الرَّحِيـم

               اَلْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِين  وَالصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ عَلَى رَسُولِنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ اَجْمَعِينَ  اَعُوذُ بِاللَّهِ مِـنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيــم.

             من الشهور القمرية: شهر رجب, وشهر شعبان, وشهر رمضان.إن أول شهر من هذه الشهور المباركة هو شهر رجب ,ولقد تم الإشارة الى قيمته الكبيرة في القرآن الكريم وأيضاً في الحديث الشريف . يقول الله تعالى في القرآن الكريم "إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ فَلاَ تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ" التوبة 36.

             وفي الحديث الشرف يقول الرسول الكريم "إِنَّ الزَّمَانَ قَدِ اسْتَدَارَ كَهَيْئَتِهِ يَوْمَ خَلَقَ اللَّهُ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضَ ، اَلسَّنَةُ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا ، مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ، ثَلاَثٌ مُتَوَالِيَاتٌ ، ذُو الْقَعْدَةِ وَذُو الْحِجَّةِ وَالْمُحَرَّمُ وَرَجَبُ مُضَرَ الَّذِى بَيْنَ جُمَادَى وَشَعْبَانَ". صحيح مسلم 29.

وعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ "كَانَ النَّبِىُّ صلى الله عليه وسلم إِذَا دَخَلَ رَجَبٌ قَالَ  اللَّهُمَّ بَارِكْ لَنَا فِى رَجَبٍ وَشَعْبَانَ وَبَارِكْ لَنَا فِى رَمَضَانَ".مسند الإمام أحمد (1/259).

 

  إخواني الأعزاء

                توجد أوقات  تتجلى فيها رحمة الله بعباده وتتكشف نعمه الكثيرة عليهم ,منها يوم الجمعة , والاشهر القمرية: رجب وشعبان ورمضان.إن تلك الأشهرهي أهشر مباركة ؛إذ يكثر فيها العمل الصالح و وتتضاعف الحسنات,وما يزيد هذه الأشهر في بركتها هو أنها تتضن أربع ليلي مباركة من أصل خمسة طوال السنة الهجرية وهم:

  • ليلة الرغائب : الجمعة الأولى من شهر رجب.
  • ليلة الإسراء والمعراج : الليلة 27 من شهر رجب.
  • ليلة البراءة : ليلة النصف من شعبان .
  • ليلة القدر : اليلية 27 من شهر رمضان. 

            وقال النبي صلى الله عليه وسلم " خَمْسُ لَيَالٍ لَا تُرَدُّ فِيهِنَّ الدُّعَاءَ: لَيْلَةُ الْجُمُعَةِ، وَأَوَّلُ لَيْلَةٍ مِنْ رَجَبٍ، وَلَيْلَةُ النِّصْفِ مِنْ شَعْبَانَ، وَلَيْلَتَيِ الْعِيدَيْنِ"

إنني أود أن أحدثكم خلال هذه المقالة عن هذه الأشهر المباركة.

            إن شهر رجب هو بداية هذه الأشهر، و قبل الإسلام اعتبره العرب من الأشهر الحُرم ودامت تلك القُدسية وعَظُمت  مع الإسلام؛فقد قدره الله من الأشهر الحُرم في سورة البقرة الآية 217 وكان النبي يُعظم هذا الشهر أيضاً.

             ومن ليالي شهر رجب المباركة : ليلة الإسراء و المعراج  وليلة الجمعة الأولى من الشهر. ويعتبر المؤمنون  ليلة (الرغائب) مدخلاً مهماً لإبتداء الأشهر الثلاثة.

 

الليلة 27 من هشر رجب ( ليلة الإساراء والمعراج) 

            في تلك الليلة فُرضت الصلاة ونزلت آخر آيتين من سورة البقرة وبُشير المسلمين أن من مات منهم وهو مسلم,دخل الجنة.

يقول الله تعالى في سورة الإسراء الآية 1 " سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَىٰ بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا ۚ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ"

 

 فضائل  ليلة الإسراء و المعراج

           فُرضت الصلوات الخمس  ونزلت آخر آيتين من سورة البقرة  

          وفي صحيح مسلم قَالَ: "فَأُعْطِيَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم ثَلاَثًا: أُعْطِيَ الصَّلَوَاتِ الْخَمْسَ، وَأُعْطِيَ خَوَاتِيمَ سُورَةِ الْبَقَرَةِ، وَغُفِرَ لِمَنْ لَمْ يُشْرِكْ بِاللهِ مِنْ أُمَّتِهِ شَيْئًا، الْمُقْحِمَاتُ [2]".

 

-ليلة النصف من شعبان

              إن شهر رجب هو أكثر الشهور التي صام فيها النبي صلى الله عليه وسلم.

            قالت عائشة رضي الله عنها   "لم يكن رسول الله صلى الله عليه وسلم في الشهر من السنة أكثر صياما منه في شعبان " ( مسلم -الصيام 176– ابن ماجة-الصيام- 30). في رواية أخرى ” كان رسول الله يصوم حتى نقول لا يفطر ويفطر حتى نقول لا يصوم وما رأيت رسول الله استكمل صيام شهر إلا رمضان وما رأيته أكثر صياما منه في شعبان ” رواه البخاري52  ومسلم177.

            وسبب إكثار النبي من الصيام  في شهر شعبان  يبرزُ في قوله -صلى الله عليه وسلم- "ذاك شهر يغفل الناس عنه بين رجب ورمضان، وهو شهر تُرفع فيه الأعمال إلى رب العالمين، وأحب أن يُرفع عملى وأنا صائم" (رياض الصالحين).

            ويقول الصحابي أنس بن بالك  -رضي الله عنه- في فضل شهر شعبان  " سُئِلَ -أي النبي صلى الله عليه وسلم- : أَيُّ الصَّلَاةِ أَفْضَلُ بَعْدَ المَكْتُوبَةِ؟ وَأَيُّ الصِّيَامِ أَفْضَلُ بَعْدَ شَهْرِ رَمَضَانَ؟ فَقالَ: "أَفْضَلُ الصَّلَاةِ بَعْدَ الصَّلَاةِ المَكْتُوبَةِ الصَّلَاةُ في جَوْفِ اللَّيْلِ، وَأَفْضَلُ الصِّيَامِ بَعْدَ شَهْرِ رَمَضَانَ صِيَامُ شَهْرِ اللهِ المُحَرَّمِ".

            في منتصف شهر شعبان نجد ليلة هي من أفضل الليلي الربانية . في هذه الليلة تتنزل الملائكة ويتقبل فيها الله الدعاء. يقولرسول الله صلى الله عليه وسلم:"إذا كانت ليلةُ النِّصفِ من شعبانَ فقوموا ليلَها ، وصوموا نَهارَها، فإنَّ اللَّهَ يَنزِلُ فيها لغُروبِ الشَّمسِ إلى سماءِ الدُّنيا، فيقولُ: ألا من مُستغفِرٍ لي فأغفرَ لَه، ألا مُسترزِقٌ فأرزقَهُ ألا مُبتلًى فأعافيَهُ ألا كذا ألا كذا حتَّى يطلُعَ الفجرُ" رواه محمد بن ماجه (1388) والبيهقي في شعب الإيمان كلاهما عن علي بن أبي طالب.

 

شهر رمضان وليلة القدر

            إن شهر رمضان هو سلطان الشهور الهجرية ,وفضله يطغى على فضلهم جميعاً, فيه ليلة "ليلة القدر" خير من ألف شهر, وفي فضلها يقول الله تعالى:"شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِيَ أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ" البقرة 185.

              وفي الحديث الشريف يقول رسول الله:"مَنْ صَامَ رَمَضَانَ إِيمَاناً واحْتِساباً ، غُفِرَ لَهُ ما تَقَدَّمَ مِنْ ذنْبِهِ".

             إن الله تعالى لم  يخلقنا عبثاً,أو لأن نتبع أهواءنا  ,وإنما أرسل إلينا القرآن؛وسيلةً لنا لنحظى بنعيم الدنيا ونفوز بالآخرة , وبعث النبي ليعلمنا كيف نطبقه في حياتنا.

إن طريق النجاة يكمن في طاعة الله وآخر رُسُلهِ محمد (صلى الله عليه وسلم)  

                شهر رمضان هو آخر الشهور الثلاثة ,و هوأفضل الشهور الهجرية ؛ فيه: نزل القرآن في ليلةٍ خير من ألف شهر( ليلة القدر). إن القرآن  هو منبع للهداية ؛يرشد الانسان الى طريق مرضاة الله, فينعم بالدنيا ويفوز بالآخرة. إن ما يجب علينا فعله في هذه الشهور الثلاثة هو أن نُكثر من قراءة القرآن و نفهمه و نطبق آياته على واقع حياتنا، فاللهم أجعلنا ممن يقرؤون القرآن و يعيشون به. ولا يجب ان ننسى من سبقونا الى هذه الدنيا و انتقلوا الى الدار الآخرة , منهم : آباءنا وكل المسلمين، فنقرأ القرآن على أرواحهم و ندعوا لهم بالمغفرة. ولا ننسى أيضاً أخواننا الفقراء المحتاجين ؛فالله تعالى يقول "الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ ثُمَّ لاَ يُتْبِعُونَ مَا أَنفَقُواُ مَنّاً وَلاَ أَذًى لَّهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ وَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ" البقرة 262.

                يجب أن نُكثر من الصدقات في هذه الأشهر ونكون عوناً لإخواننا الفقراء ونُكثر من كل عمل خير ,ونتقرب الى الله أكثر ونتبع هدي نبيه محمد( صلى الله عليه وسلم)  ؛ فالقلوب لا تطمئن إلا بذكر الله . يقول الله تعالى :"إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً" الأحزاب 56.

                إن ما يحدد طبيعة حياتنا الأبدية في الآخرة هي حياتنا القصيرة في هذه الدنيا. بطاعتنا لله ورسوله وابتعادتا عن نواهيهم ,ستكن الجنة هي مثوانا في الآخرة. لذلك يجب علينا أن نستغل كل فرصة  وخاصة هذه الشهور الثلاثة, خاصةً أننا لا نضمن أن يأتوا ونحن على قيد الحياة ,فكم  من أناسٍ كانو معنا السنة الماضية ولكنهم فراقوا الحياة ولسيو معنا الآن .

(إخوتي الأعزاء, هناك بعض المسائل المهمة أرغب في أن أحدثكم عنها في مقالتنا هذه)

 

الأشهر الثلاثة: رجب وشعبان ورمضان.

أربع ليلي مباركة (الرغائب ,و الاسراء والمعراج,وبراتا , والنصف من شعبان)

-الأشهر الثلاثة تبدأ برجب -الشهر القمري السابع- ثم يأتي شعبان وتنتهي بشهر رمضان.

- تكون هذه الأشهر بمثابة موسم تتجدد فيه أرواحنا معنوياً.

-في هذه الأشهر تتنزل رحمات الله على عباده.

- في هذه الأشهر كان النبي (صلى الله عليه وسلم) يكثر من الدعاء.

-في هذه الأشهر أربعة ليالي مباركات هي بمثابة فرصة لمن أراد التوبة و المغفرة .

- هي فرصة لنصصح من حالنا.

-هي مثال يجسد رحمة الله الواسعة.

-هي مثال يجسد محبة الله لعبادة.

 

إخواني الأعزا:

يجب أن نعلم أن تلك الأشهر الثلاثة: رجب وشعبان ورمضان  هي فرصة  أكرمنا الله بها لنتوب إليه  ونستغفره.

محاسبة النفس

يقول الله تعالى:"حَتّى اِذَا جَاءَ اَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ * لَعَلّى اَعْمَلُ صَالِحًا فيمَا تَرَكْتُ كَلَّا اِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا وَمِنْ وَرَائِهِمْ بَرْزَخٌ اِلى يَوْمِ يُبْعَثُونَ" المؤمنون99-100.

بتلك الآيات يجب أن نحاسب أنفسنا قبل أن نندم في الآخرة.

             إن هذه الأشهر فرصة عظيمة لنبتعد فيها عن مشغلات الدنيا ,ونتقرب الى الله تعالى ,ونؤدي واجبنا الذي خُلقنا من أجله . في هذه الأشهر يجب أن نؤدي واجباتنا تجاه خالقنا ,و عائلتنا ,و أبنائنا , وإخواننا , بل وأيضاً يجب أن نرجع عن أخطائنا ونفيق  من غفلتنا . يجب أن نتغاضى  عن خلافاتنا ونزاعاتنا. إننا نحتاج إلى السلام والأخوة والتسامح و الوحدة أكثر من أي وقت مضى .

االلهم بارك لنا في رجب وشعبان وبلغنا رمضان. اللهم واجعلنا وسيلة للأعمال الصالحة حتى نليق بامة حبيبك محمد ( صلى الله عليه وسلم). 

 

    المترجم إلى اللغة العربية:  أبوبكر خميس

Be the first to comment .

* * Required fields are marked