المنهج التربوي للأطفال في شهر رمضان

الكاتب: إيفيولوا صديق أويلامي

مع اقتراب شهر رمضان  فالجميع يسعى لتحسين علاقته مع الله , و من الجوانب المهمة في رمضان التي غالبًا ما يتم تجاهلها هي الفرصة التي يوفرها لنا لتربية أطفالنا بطريقة تغرس شعورًا قويًا بالوعي بالله وقيم الإسلام. و  كما  البالغين ، يمكن للأطفال أيضًا استغلال  هذا الشهر لتقوية إيمانهم وارتباطهم بالله , ولكن بطريقة مختلفة ؛ فإن هذا يبدأ بحبهم وتقديرهم للشهر بالإضافة إلى التوجيه الصحيح من الآباء والمعلمين.

اجعلوا عقولهم جاهزة لرمضان

العديد من الثقافات لديها تقاليد جميلة تساعد في تهيئة قلوب وعقول الأطفال لشهر رمضان , وعلى سبيل المثال تشجع بعض العائلات والمدارس الأطفال على ابتكار زينة  تعكس فرحة وروح رمضان بالضافة الى تقوية قدراته الإبداعية و توسيع مخيلته . ولكن الأمر أكثر من مجرد الزينة , فيجب أيضاً اشراك الاطفال في مناقشات هادفة تغذي عقولهم  وتعلمهم أهمية شهر رمضان ومميزاته , و مع التوجيه اللطيف ، يمكن للأطفال التعرف على أهمية الصيام والصلاة والصدقة وغيرها من الأعمال الصالحة التي تعتبر مهمة بشكل خاص خلال هذا الشهر.

 ولجذب انتباه الاطفال يمكن وضع خطة وأهداف  للطفل طول شهر رمضان وكتابتها على لوح ورقي يتم تعليقه على الحائط مما يضفي روح المتعة للأطفال.

الأطفال والصيام

إن الاطفال غير ملزمين بالصوم خلال شهر رمضان ولكن هذا  لا يمنع أن نجد بعض الأطفال يريدون خوض التجربة   ونجد بعض الأباء يشجعونهم  على ذلك. بيد أن الاطفال يبدؤون الضيام من سن السابعة حتى العاشرة فلا مانع أن تسمح لهم بترجبة الصيام إذا شعروا أنهم قادرون . وفي بعض الثقافات يقوم الآباء بجعل أطفالهم يصومون حتى وقت محدد في اليوم كوقت الظهيرة . وبالطبع فهذه ليست الطرية الصحيحة للصيام ولكنها مناسبة لتعليم الصغار الصوم. ويحبذ اعطاء الهدايا للأطفال الذين يصومون اليوم كله كمكافأة وإذا ما تعبوا فيمكن جعلهم يلعبون ألعاباً خفيفة كما كان الصحابة رضوان الله عليهم يفعلون مع صغارهم.

الاطفال وقراءة القرآن 

رمضان هو الوقت الذي يمكننا فيه مساعدة أطفالنا على التواصل بشكل أعمق مع القرآن وإلهامهم ليقعوا في حبه , و سواء كان طفلك قد بدأ للتو في تعلم أساسيات التلاوة ، أو كان بالفعل قارئًا أو حافظًا ماهرًا ، فهناك العديد من الطرق لإستغلال  رمضان في تعزيز علاقته بالقرآن. وأحد الخطط المميزة هي أن تعد له برنامجاً للقرآن خاصاً به  طوال الشهر وفقاً لقدراته وسيساعده ذلك على الإستدامة و التركيز على المعاني القرآنية خلال الشهر الكريم .

يمكنك أيضًا تشجيع طفلك على استكشاف مواضيع ومفاهيم مختلفة من القرآن من خلال الأنشطة الإبداعية والألعاب الترفيهية و يمكن تطبيق  ذلك عن طريق قراءة الكتب معًا ، أو إخبارهم بقصص من القرآن ، أو الرسم ، أو تجربة يدهم في اختبار موضوعه القرآن. والحقيقة أن هناك طرق لا حصر لها لإبقاء طفلك منشغلًا ومتحمسًا للقرآن والتي يمكن تطبيقها أيضاً في الفصول الدراسية والمساجد.

الأطفال والأنشطة الشعبية

إن رمضان هو الوقت الذي يجد فيه الكثير منا أنفسنا مشغولين بالأنشطة المنزلية مثل الطهي والتنظيف والعناية بمنازلنا وعائلاتنا. وبينما قد يكون من المغري محاولة حماية أطفالنا من هذه المهام ، فهناك قيمة حقيقية تكمن في إشراكهم في عمل الأسرة , فمن خلال إعطاء مسؤوليات لأطفالنا خلال شهر رمضان ، يمكننا مساعدتهم على فهم أهمية المساهمة في رفاهية الأسرة والمتعة التي تأتي من خدمة الآخرين وهناك الكثير من الطرق لإشراكهم - سواء كان ذلك للمساعدة في المطبخ ، أو إعداد مائدة الإفطار ، أو ببساطة ترتيب جميع أنحاء المنزل. و من خلال الإفطار الأسري  أو بين العائلات ، يمكننا مساعدة أطفالنا على رؤية النعم الهائلة التي تأتي من مشاركة ما لدينا مع الآخرين.

 الاطفال والعيد

لقد وهبنا الله عيدين خلال العام: عيد الفطر وعيد الأضحى . وإن عيد الفطر هو بمثابة جائزة لنا على صيامنا شهر رمضان في سبيله  , ومن الضروري تضمين الاطفال في هذه الشعيرة , وقبل العيد ، يجب على الآباء السعي إلى تحسين حماس أطفالهم ووعيهم بالأهمية الدينية للعطلة ، بدلاً من اعتبارها مجرد احتفال ثقافي. و حتى لو لم يصوموا ، يجب تقديم الهدايا للأطفال والسماح لهم بالمرح و قد يحاول الآباء شراء فساتين جديدة وجميلة لأطفالهم وتشجيعهم على حضور صلاة العيد فيها و إن كل هذه الأشياء ستجعل الأطفال يشعرون بأنهم أكثر ارتباطًا بعقيدتهم ويقل احتمال اعتبارهم عبئًا.

ختماً

مثلما أمر الله بالصوم في شهر رمضان ليجعلنا أكثر تقوى ، يجب أن نتذكر أيضًا أن تقوىنا تمتد إلى واجباتنا كآباء ومعلمين. وكما  تم تكليفنا بمسؤولية تربية الأطفال وتربيتهم  فمن واجبنا أن نضمن لهم أيضًا تجربة تقوى رمضان وما بعده. لذلك فلنبذل جهدًا لجعل شهر رمضان أكثر ملاءمة للأطفال ، ونشراكهم في مختلف جوانب الشهر الفضيل ، حتى يتمكنوا من تطوير علاقة قوية مع عقيدتهم.

*المترجم إلى العربية: أبوبكر خميس